الحق في الماء وفي خدمات الصرف الصحي للجميع
"يعدّ الحق في الماء الشروب و في الصرف الصحي حقا أساسيا من حقوق الإنسان، يمكّنه من الاستمتاع بالحياة "، كالحق في الغذاء وفي الصحة. ورغم اعتراف منظمة الأمم المتحدة بالحق في الماء في شهر يوليو 2010 و بالتقدم الذي تم إنجازه، تبقى الوضعية مصدر قلق: قرابة 800 مليون شخص لا تتوفر لديهم إمكانية الاستحصال على مورد مياه معالجة و 2.5 مليار شخص لا تصلهم الخدمات أساسية كالمراحيض ودورات المياه. تتركز 80% من ساكنة العالم في مناطق حيث سلامة الماء مهددة. يموت أكثر من مليون طفل كل سنة إثر الإصابة بالإسهال الناتج عن نوعية المياه الرديئة.
إن لحسن إدارة الموارد المائية وخدمات التطهير، أثراً ووقعا كبيرين على التنمية، خاصة على مستوى الصحة، والزراعة، و تربية الماشية،... و تعد ندرة المياه وضعف التطهير كابحين رئيسيين لتطور مجتمع ما و ويجعلان الفئات الفقيرة أكثر هشاشة. في سبتمبر 2015، خلال انعقاد الدورة ال 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التزمت الدول ببرنامج الإنماء المستدام المؤلف من 17 هدف لـ "تحويل عالمنا بدءاً من الآن ولغاية 2030". تأتي هذه الأهداف لتحل محل الأهداف السابقة للألفية. ويشدد الهدف السادس على حق الشعوب بالحصول على مياه الشرب وعلى خدمات الصرف الصحي وبإدارة أفضل لمصادر المياه. الالتزام السياسي كبير ويجب أن يترجم الى أفعال ملموسة في مختلف البلدان.
مشاريع مستدامة للتخفيف من مشاكل الماء والتطهير
في جنوب الصحراء الافريقية ، يتلازم الفقر وندرة المياه. تسجل هذه المنطقة من العالم إشكاليات عدة من حيث الولوج إلى الماء وإلى الخدمة الأساسية للتطهير، مما يؤثر تأثيرا كبيرا على الوضعية الاقتصادية وعلى نسبة الوفيات بين الأطفال.
في إطار برامجها في باكستان، و إثر فيضانات سنة 2010، تعيّن على سكور إيسلاميك فرنس (الإعانة الإسلامية فرنسا) أن تواجه مشاكل ضخمة من حيث خدمات التطهير ومن حيث مراقبة جودة الماء. و لهذا الغرض، و بالتعاون مع مركز إدارة الأزمة التابع لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، وضعت الفرق المتواجدة في المكان برنامجا لتحسين خدمات الصرف الصحي في سهل سوات هدف الى تحسين الولوج إلى الماء الشروب و إلى المرافق الصحية لصالح 50000 شخص، وحثّهم على النظافة الفردية للوقاية من الأمراض المرتبطة بالمياه.
وأما التشاد، فهو يعكس هذه الحقيقة المرة والتي يعاني منها عدة بلدان فـ 7% من الساكنة فقط هي التي تستفيد من قنوات للتطهير و 30% من المجتمعات الريفية يمكنها الحصول على الماء الشروب في المنطقة،. منذ سنة 2008، طورت سكور إيسلاميك فرنس(الإعانة الإسلامية فرنسا) برنامجا للمياه في القرى، يهدف إلى تسهيل الولوج إلى الماء الشروب وإلى التطهير للفئات المستقرة ولشبه الرحل في منطقة وسط التشاد. فقد تم حفر أكثر من 300 بئراً، 140 منها تم تزويدها بمضخات تعمل بقوة سحب بشرية وتم إنجازها بالشراكة مع اليونيسيف . بالإضافة إلى ذلك، تم تزويد شمال و ضاحية مدينة ندجامنا بالشراكة مع اليونيسيف بسبعة أنظمة لتجميع الماء الشروب تعمل بالطاقة الشمسية، ، مما مكن من تلبية الحاجيات من الماء لأكثر من 85000 شخص.
تختلف الحاجيات حسب البلدان. في البلدان التي تعاني من مشاكل في التزود بالماء الشروب، تطوّر سكور إيسلاميك فرنس (الإعانة الإسلامية فرنسا) مشاريع حفر آبار، و توفير مضخات للماء، و قنوات... أما في البلدان حيث يتوفر الماء ولكنه غير صالح للشرب، تتركّز برامج سكور إيسلاميك فرنس (الإعانة الإسلامية فرنسا) أكثر على معاجلة المياه المستعملة، إيجاد مراحيض ودورات للمياه، مراقبة جودة الماء أو معاجلة المياه الملوثة.
[1] ماء شروب من نوعية جيدة
[2] المصدر: بطاقة المعلومات، »المستقبل الذي نريد، الماء الشروب و التطهير السائل "قسم المعلومات بمنظمة الأمم المتحدة"
[3] المصدر: تقرير التشاد، »الولوج إلى الماء: صلة وثيقة لفك العزلة«، سكور إيسلاميك فرنس (الإعانة الإسلامية فرنسا) Au plus près des exclus de l’accès à l’eau
[4] اليونيسيف: صندوق الأمم المتحدة للطفولة